المجلة | حــديث |[عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي ال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

[عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنهما) أن رجلاً سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنة؟ قال نعم]
في هذا الحديث صورة من صور التيسير التي كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحبها ويؤثرها على غيرها، ومشهد أيضا من حرص السلف على الجنة والسؤال عنها وعما يوجبها من الخلال والأفعال الحميدة، ومعنى قوله [حرمت الحرام] اجتنبته، ومعنى [أحللت الحلال] فعلته معتقداً حله، هذا السائل هو النعمان بن قوقل - بقافين مفتوحتين - قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى الظاهر أنه أراد بقوله [وحرمت الحرام] أمرين، أحدهما: أن يعتقد كونه حراماً، والثاني: أن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال، فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالاً، قال صاحب المفهِم: لم يذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) للسائل في هذا الحديث شيئاً من التطوعات على الجملة، وهذا يدل على جواز ترك التطوعات على الجملة لكن من تركها ولم يفعل شيئاً فقد فوت على نفسه ربحاً عظيماً وثواباً جسيماً، ومن داوم على ترك شيء من السنن كان ذلك نقصاً في دينه وقدحاً في عدالته، فإن كان تركه تهاوناً ورغبة عنها كان ذلك فسقاً يستحق به ذمًّا، قال علماؤنا: لو أن أهل بلدة تواطئوا على ترك سنة لقوتلوا عليها حتى يرجعوا، ولقد كان صدر الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض، ولم يكونوا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابها، وإنما احتاج أئمة الفقهاء إلى ذكر الفرق لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها وخوف العقاب على الترك ونفيه إن حصل ترك بوجه ما، وإنما ترك النبي (صلى الله عليه وسلم) تنبيهه على السنن والفضائل تسهيلاً وتيسيراً لقرب عهده بالإسلام، لئلا يكون الإكثار من ذلك تنفيراً له، وعلم أنه إذا تمكن في الإسلام وشرح الله صدره رغب فيما رغب فيه غيره، أو لئلا يعتقد أن السنن والتطوعات واجبة فتركه لذلك، وكذلك في الحديث: أن رجلاً سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الصلاة فأخبر أنها خمس، فقال: هل علي غيرها؟ قال [لا، إلا أن تطوع] ثم سأله عن الصوم والحج والشرائع فأجابه ثم قال في آخر ذلك: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال [أفلح إن صدق] - وفي رواية [إن تمسك بما أمر به دخل الجنة] وهذا يسمى - بمحافظته على فرائضه وإقامتها والإتيان بها في أوقاتها من غير إخلال بها - فلاحاً كثير الفلاح والنجاح، ومن أتى بالفرائض وأتبعها النوافل كان أكثر فلاحاً منه، وإنما شرعت لتتميم الفرائض، فهذا السائل والذي قبله إنما تركهما النبي (صلى الله عليه وسلم) تسهيلاً عليهما إلى أن تنشرح صدورهما بالفهم عنه والحرص على تحصيل المندوبات فيسهل عليهما أداء النوافل.
رواه مسلم.

المزيد